أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثا وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه." (?)
الشيطان منبع الشرور والآثام، فهو القائد إلى الهلاك الدنيوي والأخروي، ورافع الراية في كل وقت ومكان، يدعو الناس إلى الكفران، ومعصية الرحمن، فهل في خلقه من حكمة؟ وما هذه الحكمة؟
أجاب عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله تعالى فقال (?):" في خلق إبليس وجنوده من الحكم ما لا يحيط بتفصيله إلا الله ".
فمن ذلك:
فمنها أن يكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه، ومخالفته ومراغمته في الله، وإغاظته وإغاظة أوليائه، والاستعاذة به منه، واللجوء إليه أن يعيذهم من شرّه وكيده، فيترتب على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه ... والموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.
ومنها خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعدما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه، وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية (?) يكون أقوى وأتم، ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك، حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى، وخضوع