ثَوْبَيْنِ كَأنَا فِي الْعَيْبَةِ حَسَنَيْنِ فَلَبِسَهُمَا، وَذَلِكَ بِعَيْنَيَّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا يَصْنَعُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلَّتَانِ تَخَلَّقْتُهُمَا أَوْ جَبَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: بَلِ اللَّهُ تَعَالَى جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ جَدِّي: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعِي ابْنُ أَخٍ لِي مَجْنُونٌ، أَتَيْتُكَ بِهِ تَدْعُ اللَّهَ تَعَالَى لَهُ قَالَ: آتِنِي بِهِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي الرَّكْبِ، فَأَطْلَقْتُ عَنْهُ، وَأَلْقَيْتُ عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَأَلْبَسْتُهُ ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْنِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ: أَدْنِهِ مِنِّي قَالَ: وَهُوَ يَنْظُرُ نَظَرَ الْمَجْنُونِ، فَقَالَ: أَدْنِهِ مِنِّي وَاجْعَلْ ظَهْرَهُ مِمَّا يَلِينِي، فَأَخَذَ بِجَامِعِ ثَوْبِهِ مِنْ أَعْلاهُ وَأَسْفَلِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ ظَهْرَهُ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطِهِ، وَيَقُولُ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ قَالَ: فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ نَظَرَ الصَّحِيحِ لَيْسَ بِنَظَرِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ أَقْعَدَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ يَدَيْهِ، وَدَعَا لَهُ بِمَاءٍ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَدَعَا لَهُ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الرَّكْبِ أَحَدٌ بَعْدَ دَعْوَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَفْضُلُ عَلَيْهِ قَالَ: ثُمَّ دَعَا لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلا مَوْتُورِينَ، إِذْ أَبَى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى أَوْتَرُوا وَأُخِذُوا، فَمَا زَالَ يَدْعُو لَنَا حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، أَوْ قَالَ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعْنَا قَالَ الأَشَجُّ: يَا زَارِعُ، كُنْتَ أَصَوْبَ رَأْيًا مِنِّي ". (?)

وعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْت مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاَثًا مَا رَآهَا أَحَدٌ قَبْلِي , وَلاَ يَرَاهَا أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي: لَقَدْ خَرَجْت مَعَهُ فِي سَفَرٍ حَتَّى إذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ مَعَهَا صَبِيٌّ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ , ابْنِي هَذَا أَصَابَهُ بَلاَءٌ, وَأَصَابَنَا مِنْهُ بَلاَءٌ , يُؤْخَذُ فِي الْيَوْمِ لاَ أَدْرِي كَمْ مَرَّةً، قَالَ: نَاوِلِينِيهِ , فَرَفَعَتْهُ إلَيْهِ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاَثًا بِسْمِ اللهِ أَنَا عَبْدُ اللهِ اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ، قَالَ: ثُمَّ نَاوَلَهَا إيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: الْقَيْنَا بِهِ فِي الرَّجْعَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ، فَأَخْبِرِينَا بِمَا فَعَلَ، قَالَ: فَذَهَبْنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015