كاذبة فيما تقول. وتحضيرُ أرواح الجنِّ أمرٌ ممكنٌ غير مستحيل، لعدم ورود ما يمنعه، ولحدوثه واقعا والذي لا يمكن ويسمَّى خرافة هو تحضير أرواح الملائكة وأرواح بني آدم.
ومن الواجب ألا يستغلَّ إمكان تحضير الجن استغلالا سيئا، كما يفعل الدجالون والمشعوذون، كما أن من الواجب ألا يخرج بنا الحماس في مقاومة الدجل والشعوذة إلى حد الإنكار لوجود الجن، فهم موجودون ومكلفون مثل البشر، وهم يستطيعون الإضرار بالناس بإذن الله، كما يضرُّ الناس بعضهم بعضا، وليس هذا الإضرار قاصرا فقط على الوسوسة والإغواء، بل منه ما يكون في الماديات التي تتعلق بالإنسان فى مأكله ومشربه وملبسه، بل وفي جسمه، فليس هناك دليل على منعه، والأمرُ بالتسمية لطرد الشيطان معروفٌ.
والواجبُ أن نتحصن بقوة الإيمان والثقة بالله، والإقبال على طاعته والبعد عن معصيته ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وأن نزنَ أمورنا بميزان العقل الذي كرمنا الله به، وأن نحكِّمه فيما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنَّة، وما استعصى علينا فهمه ينبغي ألا نبادر بإنكاره، بل علينا التريث والتدبُّر حتى تتضح الأمور وتظهر الأدلة القاطعة على صدقه أو كذبه". (?)
" لقد شاع بين كثير من الناس من الكتَّاب وغيرهم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح، وزعموا أنهم يستحضرون أرواح الموتى بطريقة اخترعها المشتغلون بهذه الشعوذة يسألونها عن أخبار الموتى من نعيم وعذاب وغير ذلك من الشؤون التي يظن أن عند الموتى علمًا بها في حياتهم، ولقد تأملت هذا الموضوع كثيرًا فاتضح لي أنه علم باطل وأنه شعوذة شيطانية يراد منها إفساد العقائد والأخلاق والتلبيس على المسلمين