والشَّيطَانُ العَدُوُّ يُوَسْوِسُ لِلْكَفَرَةِ وَالمُشْرِكِينَ، وَيَحثُّهُمْ عَلَى الإِتيانِ بِالأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ المُنْكَرَةِ، وَالفَوَاحِشِ، وَالقَوْلِ عَلَى اللهِ في دِينِهِ مَا لا يُعْلَمُ عِلْمَ اليَقِين أَنَّهُ شَرَعَهُ للناَّسِ، مِنْ عَقَائِدَ وَشَعَائِرَ دِينِيَّةٍ، أَوْ تَحْلِيلِ مَا الأَصْلُ فِيهِ التَّحْرِيمُ. (?)
وخلاصة الأمر: أن كل عبادة محبوبة لله بغيضة إلى الشيطان، وكل معصية مكروهة للرحمن محبوبة للشيطان.
وهي أحبُّ إلى الشيطان من الفسوق والمعاصي؛ لأن ضررها في الدين، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِعَائِشَةَ: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ، وَكَانُوا شِيَعًا، هُمْ أَيصْحَابُ الْبِدَعِ، وَالْأَهْوَاءِ، إِنَّ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً إِلَّا أَصْحَابَ الْبِدَعِ لَيْسَتْ لَهُمْ تَوْبَةٌ، هُمْ مِنِّي بَرَاءُ، وَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ» (?)
وعَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَ لِعَائِشَةَ:" يَا عَائِشَةُ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الأنعام:159]،هُمْ أَصْحَابُ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ «،» يَا عَائِشَةُ: إِنَّ لِكُلِّ صَاحِبِ ذَنْبٍ تَوْبَةً إِلَّا أَصْحَابُ الْبِدَعِ لَيْسَتْ لَهُمْ تَوْبَةٌ، فَهُمْ مِنِّي بُرَاءُ، وَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ " (?)
وقَالَ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، الْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا، وَالْبِدْعَةُ لَا يُتَابُ مِنْهَا» (?)
وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي، بل يصدهم عن فعل الخير، فلا يترك سبيلاً من سبل الخير، يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه، يصدّهم ويميل