وهذا بناه على غلط أسلافه "المنطقيين اليونانيين" حيث ظنوا أن الموجودات العينية تقارنها جواهر عقلية [بحسب] (?) ما يحمل عليها (?) من الكليات، فيظنون أن في الإنسان المعين إنسانًا عقليًا، وحيوانًا عقليًا، وناطقًا عقليًا، و [حساسًا] (?) عقليًا، وجسمًا عقليًا، وذاك هو الماهية التي يعرض لها الوجود، وتلك الماهية مشتركة بين جميع المعينات.
وهذا الكلام له روعة (?) عند من لم يفهمه ويتدبره، فإذا فهم [حقيقته] (?) تبين له أنه بكلام المجانين أشبه منه بكلام العقلاء، وإنما ذلك مخالفة (?) للحس والعقل، وإنما [أتي] (?) فيه هؤلاء من حيث إنهم تصوروا في أنفسهم معاني كلية مطلقة، فظنوا أنها موجودة في الخارج، فضلالهم في هذا عكس ضلالهم في أمر الأنبياء، فإن الأنبياء (?) [شاهدت] (?) أمورًا خارجة عن أنفسهم، فزعم هؤلاء الملاحدة أن تلك كانت في أنفسهم.
وهؤلاء الملاحدة شهدوا في أنفسهم أمورًا كلية مطلقة فظنوا أنها في الخارج، وليست إلا في أنفسهم، فجعلوا ما في أنفسهم في الخارج وليس فيه، وجعلوا ما أخبرت به الأنبياء في أنفسهم، وإنما هو في الخارج، فلهذا كانوا مكذبين بالغيب الذي أخبرت به الأنبياء # [مدعين] (?) أن ما يبصرونه في خيالهم هو من جنس الغيب الذي أخبرت به الأنبياء # (?)، ثم جعلوا وجود الرب الخالق للعالمين، البائن عن مخلوقاته أجمعين، هو من