والتصديق به، وقوة الحب [للملائم والبغض للمنافي] (?) والحركة عن الحس، بالخوف والرجاء والموالاة والمعاداة، وإدراك الملائم، يوجب اللذة والفرح والسرور، وإدراك المنافي يوجب الألم والغم.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، ويمجسانه كما تنتج البهيمة [بهيمة] (?) جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " (?).

فالقلوب مفطورة على الإقرار بالله تصديقًا به، ودينًا له، لكن يعرض لها ما يفسدها، ومعرفة الحق تقتضي محبته، ومعرفة الباطل تقتضي بغضه، لما في الفطرة من حب الحق، وبغض الباطل، لكن قد يعرض لها ما يفسدها إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق، وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه، ولهذا أمرنا الله أن نقول في الصلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6، 7].

[اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون، وسبب ذلك]

[و] (?) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون" (?). لأن اليهود يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، ولا يتبعونه لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015