شيخ الإسلام، التي استمات أعداؤه في إتلافها وطمسها، وحرمان الناس منها.
رابعاً: أن الكتاب متفق مع أسلوب شيخ الإسلام، في طرحه للقضايا، ومعالجته لها، وقد عالج شيخ الإسلام خلاله كثيراً من الموضوعات التي عني بها في مؤلفاته الأخرى، بأسلوب يكاد يكون واحداً، بل بعبارات متشابهة، بل مكررة في بعض الأحيان، كما أن شيخ الإسلام في مواضع متفرقة من مؤلفاته الأخرى، يحيل -بطريقة غير مباشرة- على كتابه هذا، فيقول مثلاً -جرياً على عادته-: وقد بسطناه في موضع آخر، أو يقول: ولبسط هذا مواضع أخرى، ونحو ذلك، وبالتتبع وجدت أن بسط هذه المواضع قد تم في كتاب "الإيمان الأوسط" أو كتاب "شرح حديث جبريل"، ومن ذلك:
1 - ما ورد في مجموع الفتاوى (4/ 484) من كلام عن بعض موانع إنفاذ الوعيد، وقال بعد ذلك: "فلا نشهد على معين، بأنه من أصحاب النار، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضي لمعارض راجح، إما توبة، وإما حسنات ماحية، وإما مصائب مكفرة، وإما شفاعة مقبولة، وإما غير ذلك كما قررناه في غير هذا الموضع".
قلت: ومن المعلوم أنَّ أوسع موضع بحث المؤلف فيه هذه القضية هي الإيمان الأوسط.
2 - قوله في مجموع الفتاوى (10/ 748): "وقد بسط الكلام في الإيمان وما يتعلق بذلك في غير هذا الموضع"، وقد كان كلامه في جواب لسؤال عن العزم على الفعل والإرادة والهم، وهذه المسألة أفاض فيها في الإيمان الأوسط، ولم يتطرق إليها في الإيمان الكبير إلَّا إشارة، وكذلك عقب بذكر الوجوه التي أخطأت فيها الجهمية، وهو ما صنعه في الإيمان الأوسط.
3 - قول المؤلف في مجموع الفتاوى (14/ 121) بعد أن ذكر بطلان مذهب جهم في الإيمان: "كما قد بسط في غير هذا الموضع".