ثالثًا: مولده ونشأته وشيوخه ومكانته العلمية في نظر معاصريه:

في هذه الأجواء الأسرية العلمية ولد شيخ الإسلام رحمه الله (سنة 661 هـ) بحرَّان في العاشر من شهر ربيع الأول، وفي (سنة 667 هـ) ارتحل به أبوه وأهله وأقاربه خوفًا من جور التتار، يحملون الذرية والكتب على عجلة تجرها البقر، وقد كلَّت البقر من ثقل العجلة، وتوقفت عن السير، وكاد يدركهم العدو، ولجأوا إلى الله عز وجل، فسارت البقر، وأنقذهم الله عزّ وجلّ من عدوهم، ووصلوا إلى دمشق آمنين (?).

وقد مر أن والده الشيخ عبد الحليم ابن تيمية لما وصلوا إلى دمشق عرف الناس وأهل العلم فضله ومكانته، وأنه تولى مشيخة دار الحديث السُّكرية، وكان يلقي دروسًا في الجامع.

وفي دمشق الفيحاء نشأ شيخ الإسلام في حجر والده، مكبًا على التعلم، وأخذ عنه كثيرًا، وقد كان والده حريصًا على تشجيعه، ورصد المكافآت المالية له في صغره، لترغيبه في الحفظ والعلم (?)، وأخذ عن جمع كبير من العلماء في عصره، وقد ذكر أن عدد شيوخه الذين أخذ عنهم يربو على مائتي شيخ (?)، ومن هؤلاء الشيوخ:

1 - والده الشيح عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية.

2 - زين الدين أحمد بن عبد الدائم المقدسي (ت 688 هـ).

3 - تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي (ت 672 هـ).

4 - شمس الدين عبد الرحمن بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي (ت 682 هـ).

5 - شمس الدين عبد لله بن محمد بن عطاء الحنفي (ت 673 هـ).

6 - شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن القواس (ت 683 هـ) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015