* نتيجةُ ما سبقَ
هذا ما استطعتُ أَن أضبطَه مِن مظاهرِ اختلافِ السياقِ. وبقيَ الكثيرُ مِن ذلكَ مما لا يندرجُ تحتَ أحدِ الضوابطِ السابقةِ. إنَّما هو اختلافٌ في الألفاظِ وسياقِ الرواياتِ، مَع بقاءِ الحديثِ ضمنَ المعنى العامِّ في المدحِ أو الذمِّ والترغيبِ والترهيبِ وغيرِ ذلكَ.
وقد يكونُ الاختلافُ يسيراً وقد يكونُ كبيراً، وقد يظهرُ لي في بعضِ الأحاديثِ أنَّه اختلافٌ يسيرٌ لا يَستدعي ذكرَ الحديثِ في الزوائدِ، ويراهُ غَيري بخلافِ ذلكَ، فليستْ هنا ضوابطُ دقيقةٌ يتفقُ فيها النظرُ والاجتهادُ. وهنا مكمنُ الصعوبةِ والحيرةِ التي عانيتُ مِنها كثيراً، ولربَّما تغيرَ اجتِهادي في الحديثِ أكثرَ مِن مرةٍ، لكنَّني حاولتُ أن أَبقى ضمنَ القاعدةِ الكليةِ التي درجتُ عَليها:
إذا دارَ الأمرُ بينَ ذكرِ الروايةِ في الزوائدِ وبينَ ذكرِها في الذيلِ والتنبيهِ على الاختلافِ في اللفظِ فهو الأفضلُ، واللهُ أعلمُ.
* وأسوقُ فيما يَلي أمثلةً متفرقةً مِن الاختلافِ في السياقِ الذي لا يَستدعي في نَظري أن يُذكرَ الحديثُ في الزوائدِ، لعلَّه يوضحُ إلى حدٍّ ما النهجَ الذي سرتُ عليه:
* مسند الشاميين (2320) عن أنسِ بنِ مالكٍ مرفوعاً: «لا يَنبغي للمسلمِ أَن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، والسلامُ يقطعُ الهجرةَ».
وجزء الأنصاري (1) وغيرُه عنه بلفظِ: «لا هجرةَ بينَ المسلمينَ فوقَ ثلاثٍ».
هما في المسند الجامع (1005) بلفظِ: «لا يحلُّ لمسلمٍ أَن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيانِ فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ».
* الغيلانيات (1088) عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيمٌ ببيتٍ في عرفِ الجنةِ، وببيتٍ في فناءِ الجنةِ، وببيتٍ في وسطِ الجنةِ لمن تركَ الكذبَ وإنْ كانَ