قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم"، قيل فيه ثلاثة أقوال (?):

- أحدهما: قول الخطابي (?): "إنه كلام بسط وتأنيس لهم (?)؛ لئلا يحتشموه في السؤال عمّا يحتاجون إليه في أمر دينهم (?).

ومعناه: لا تستحيوا من سؤالي عمّا تحتاجون إليه كما لا تستحيون من الوالدين، وأنا لا أستحييكم في ذلك كما لا يستحيي الوالد من ذكر ذلك لولده.

- والثاني: بمنزلة الوالد في الشفقة عليكم، والاعتناء بمصالحكم في الدين والدنيا، وبذل الوسع في ذلك كما يفعل الوالد.

- والثالث: إنه بمنزلة الوالد في المعنيين جميعًا.

- والرابع: إن ذلك من باب التمهيد بكلامٍ بين يدي المقصود لا سيما في ما يُسْتَحْيىَ منه في العادة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها".

قال الخطابي (?): "وأصل الغائط: المكان المطمئن (?)، كانوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015