بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن المؤلف رحمه الله ذكر موالي النبي صلى الله عليه وسلم، والمولى في اللغة يطلق على أربعة معان: ويطلق على السيد الذي أعتق، فيقال للجارية: أين مولاك؟ أي: أين سيدك.
ويطلق على العبد إذا أعتق، أو على الجارية إذا أعتقت، فيقال له: مولى.
وهو في هذين المعنيين من الأضداد، فيقال: فلان مولى بني فلان، أي: هم الذين أعتقوه وأخرجوه من عالم الرق إلى عالم الحرية بفضل من الله، والثاني منهما -أي: كونه معتقاً- هو الذي أراده المؤلف بقوله: موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتطلق على النصير والظهير، ومنه قول الله جل وعلا: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:11].
وتطلق على الرب جل جلاله، قال الله جل وعلا: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام:62] أي: إلى الله ربهم.
فهذه المعاني الأربعة في كلمة (موالي) والمؤلف رحمه الله قصد هنا المعتق، أي: الذين أعتقوا ثم خدموا النبي صلى الله عليه وسلم من مواليه.