ونعود إلى فقه الواقع الذي كان عليه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فقد كتب الكتب وبعث بها إلى الملوك والزعماء يدعو إلى الله ويبلغ رسالة ربه، وهو في كل رسالة يبعثها يختار من يحملها، والعاقل تدل على عقله ثلاثة أشياء: هديته وكتابه ورسوله، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يختار قوماً معينين من أصحابه وهو يبعثهم إلى الملوك والرؤساء لما يوافق حالهم، أي: حال هؤلاء الملوك؛ لأنه ليس المقصود التجبر والتكبر، وإنما المقصود أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً، فبعث إلى النجاشي، و (النجاشي) لقلب يطلق على من ملك الحبشة، واختلف في النجاشي الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية إليه، هل هو النجاشي الذي هاجر إليه المهاجرون الأوائل، أم هو غيره، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه غير النجاشي الأول، كما يدل عليه حديث أنس.
والله تعالى أعلم.