ثم صلي عليه، وقد صلوا عليه أفذاذاً كما قال المؤلف، وأفذاذاً يعني أفراداً، فكل إنسان يدخل ويصلي وحده، والمشهور أن أول من صلى عليه هو عمه العباس، ثم بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم سائر الناس.
وقد اختلف العلماء في العلة التي من أجلها صلي على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة على أقوال عدة، ومن أشهرها: أن هذا من باب التعبد، وقيل: حتى تصل صلاة كل فرد ممن صلى عليه مباشرة له صلى الله عليه وسلم من دون إمام، وقيل: حتى تكثر الصلاة عليه صلوات الله وسلامه عليه، وقيل غير ذلك، ويمكن الجمع بين هذه الأقوال كلها.
وقلنا: إن الأمر المتفق عليه أنهم لم يصلوا عليه خلف إمام واحد.