وفيه مطالبان:
كانت البشرية (?) قبل نزول القرآن تعج بركام العقائد والتصورات المنحرفة في ذات الله وفي الكون وفي الحياة وفي الإنسان وفي الموت وفي الجزاء وفي الحساب وفي الكتب السماوية وفي رسل الله وفي أقدار الله وقضائه، وأصبحت البشرية بين إفراط وتفريط بعيدة عن الصراط المستقيم، فحادت عن الوسطية والاعتدال والاستقامة، ثم كانت عناية الإسلام (?) الكبرى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة، وتحديد الصورة الصحيحة (?)؛ فجاء القرآن الكريم مقرراً لمنهج الوسطية في أبواب الاعتقاد، وغيرها من الأبواب والمجالات.
فأخبرنا الله -سبحانه تعالى- عن ذلك التحول وذلك الارتقاء في كتابه، فقال سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)} الأنعام: 122، "حقاً إنه تصوير رائع عجيب .. ! تقف الأقلام حائرة في وصفه، وكذلك الأسلوب القرآني في كل حين؛ تنهل منه الألباب، وتصدر عنه الأساليب وتعجز عن إيفائه حقه من التعبير، من الموت إلى الحياة، ومن الظلمات إلى