فيتضح أن من نتائج وآثار البدع المتقابلة السجن والتعذيب وإراقة الدماء سواء مكنوا من مقاليد السلطة، والتعليم، والقضاء، أم لم يمكنوا.
إن قوة الأمة لا تكون إلا في وحدتها واجتماعها، ولهذا لما تفرقت الأمة وظهرت البدع المتقابلة، تسلط عليها أعداؤها وساموها سوء العذاب (?)، فإذا أرادت الأمة العودة لمجدها وعزتها وقوتها فعليها بالاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعليها أن تنبذ التفرق والاختلاف، فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله - بعد ذكر الخلافات العقدية: " .. وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشايخها، وأمرائها وكبرائها، هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها .. وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا أصلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب" (?).
إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن هذه الأمة إذا افترقت وتقاتلت يتسلّط عليها العدّو (?).
وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -. وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته بأن لا يسلط عليهم عدَوّاً من سوى أنفسهم، فاستجاب الله له الدعوة الثانية استجابة معلّقة، يعني: ما دامت أمتك مجتمعة على الحق، فإن الله لا يسلّط عليهم عدوًّا من الكفار، أما إذا حصل في الأمة افتراق كلمة، وحصل بينهم قتال فيما بينهم، وسبى بعضهم بعضاً، فحينئذ يعاقبهم الله - عز وجل - ويسلط عليهم الكفّار، ولا يزال الخلاف وتسلط الكفار على