ويطلق القدر على معان عدّة منها: الحكم، والقضاء، والطّاقة، والتّضييق، والتّقدير، وهو مصدر قَدَرَ يَقدر قَدَراً، وهو مبلغ الشيء، وجمعه أقدار (?).
الإيمان بعلم الله تعالى السابق، وكتابته وإرادته ومشيئته وخلقه لأفعال عباده مع إثبات قدرتهم المؤثرة في هذه الأفعال (?)، وقيل: "هو إيجاد الله - سبحانه وتعالى - الأشياء على قدر مخصوص، وتقدير معين في ذواتها وأحوالها طبق ما سبق به العلم وجرى به القلم" (?).
قال النووي - رحمه الله -: " واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ومعناه: أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى" (?).
اختلفت عبارات أهل العلم رحمهم الله في تعريفهم الاصطلاحي للقضاء والقدر (?)، فمنهم من فرق بين القضاء والقدر، ومنهم من اعتبرهما شيئا واحداً، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - وغيره: " القضاء: الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر: الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل" (?).
" وجماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه" (?)، كما أن بينهما عموماً وخصوصاً، فإذا أطلق القضاء مفرداً شمل القدر، وإذا أطلق القدر مفرداً شمل