بعد الألف همزت، تقول: قضى وطره؛ أي: أتمه وبلغه، وقضى عليه: أماته، وقضى عليه دينه: أوصاه وأنفذه، وقضى عليه عهداً: أدّاه (?).
ويطلق القضاء على معان عدّة منها: الأمر، والأداء، والحكم، والفراغ، والإعلام، والموت (?)؛ وهذه هي أهم معاني (القضاء) في اللغة، وهناك اشتقاقات أخرى ذكرَتها كتب اللغة (?)، فالقضاء موضوع للقدر المشترك بين هذه المفهومات، وهو انقطاع الشيء والنهاية، والفصل بتمام الأمر.
ويتبين مما سبق أن معنى القضاء في اللغة، هو: إحكام الشيء وإتمام الأمر.
وهذا هو أصل معاني القضاء الواردة في اللغة، وقد يأتي بمعنى القدر (?).
علم الله تعالى في الأزل بالأشياء كلها على ما ستكون عليه في المستقبل، أي: "إرادة الله الأزلية المتعلقة بالأشياء على ماهي عليه فيما لا يزال" (?).
يقول ابن فارس: " القاف والدّال والرّاء أصل صحيح يدلّ على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته" (?)، تقول: قدر الله تعالى ذلك عليه يقدره قدْراً وقدَراً، وقدّره عليه وله، واستقدر الله خيراً: سأله أن يقدر له به، وقدر الرزق: قسمه، فالقدر إذاً: مبلغ كل شيء، يقال: قدره كذا: أي مبلغه وكذلك القدر. وقدرت الشيء أقْدِرُه وأقْدُرُه من التقدير، وقدّرته أقدِّرُه، والقدْر: قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها الله (?).