هو الذي يفسر لنا ما ذهب إليه هؤلاء الغلاة من القول بوحدة الوجود (?)، والفناء (?) أو الاتحاد بالله تعالى، كما زعمت الصوفية بأن حقيقة قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)} النجم: 8، أي: أن رسول الله - عليهما السلام - ليس مغايراً لله تعالى فلا تزعم أنه كان هناك وجودان فما رأى - عليهما السلام - إلا نفسه.

والقول بأنه ليس هناك وجودان، وأن محمداً - عليهما السلام - ما رأى في ذلك الوقت إلا نفسه (قول بوحدة الوجود) وذلك كفر صريح، بل يتبين أن من قال بهذا القول ليس بمؤمن فضلاً عن أن يكون من أهل السنة والجماعة، بل كافر مرتد عن ملة الإسلام إن كان قد زعم أنه مسلم (?).

o - اعتقادهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور، فأخرجوه من بشريته:

وغفل هؤلاء من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - من البشر، والأدلة متوافرة على ذلك، والبشر خلق من التراب لا من النور {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)} الروم: 20، كما أنه أمره ربه - عز وجل - أن يقول -لما طلب المشركون منه - صلى الله عليه وسلم - أمورا ليست من قدرة البشر على سبيل التعجيز (?) -: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)} الإسراء: 93.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015