شراً، إذ هو سبحانه لا ينتفع بطاعتهم ولا يتضرر بمعصيتهم (?)، كما أننا نجد في العصر الحديث من جعل النبوة صفة لا تزيد على مرتبة العبقرية، كما عند بعض الكتّاب والأدباء والفلاسفة (?)، بل إن موقف الفرق عموماً من هذا الركن قد حصل فيه خلل من قريب أو بعيد (?)، ويمكن إجمال أسباب انحراف الفرق في الإيمان بالرسل، إلى سببين رئيسين هما:
1 - الخلل في توحيد الربوبية، وعدم تعظيم الله - عز وجل -، ما أدى بقوم إلى صرف الربوبية للرسل، وبقوم آخرين إلى إنكار حكمة الله - عز وجل - من إرساله لرسله عليهم السلام.
2 - الاشتباه الحاصل في معنى تجريد المتابعة للرسل (?)،
واعتمادهم على العقل (?) في ذلك، ولا ريب أنه نحى ببعضهم إلى الغلو فيما نحى بآخرين إلى الجفاء.
ومن أجل هذا فقد، انقسم الناس إلى طرفين متقابلين، طرف انتهج الغلو والإفراط والزيادة! ! وطرف سلك طريق التقصير والتفريط والنقصان! . وبيان ذلك في المطلبين الآتيين.