القدماء، وهو محالٌ (?)، فضلوا في توحيد الأسماء والصفات من حيث أرادوا تنزيه الله وتعظيمه بعقولهم القاصرة؟ ! .

وهذا الخلل في معرفة التوحيد قادهم إلى الخلل في التطبيق أيضاً، فإنهم أخذوا يقررون التوحيد وفق هذا الفهم، وسلكوا في ذلك مناهجهم العقلية القائمة على اعتماد النظر العقلي فقط؛ باعتباره مصدر تلقي الوحيد في هذا الباب، وكل ما خالفه فهو إما مؤول أو مردود (?).

بينما أقامت الممثلة معتقدها على: تشبيه الخالق بالمخلوق، وجعل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من صفاته مماثلاً لصفات المخلوقين؛ زاعمين أنهم بذلك عظموا نصوص الصفات، وأنهم لا يفهمون من نصوص الصفات إلا مثل ما يرونه من صفات المخلوقين، بدعوى أن الله - عز وجل - لا يخاطبهم إلا بما يعقلون، فإذا أخبروا عن اليد فهم لا يعقلون سوى اليد الجارحة، فشبهوا صفات الخالق بصفات المخلوقين، فقالوا له يد كيدي، -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- (?).

بينما تجاهلوا ما جاءت به نصوص الشرع وأوامره الكثيرة بتعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله وتقديسه وتنزيهه، وهي كثيرة جداً، فإن الأمر بالإيمان بالله وتوحيده تعظيم له، وذكر أسمائه وصفاته وأفعاله وقدرته تعظيم له (?).

- رابعا: أثر اجتماع الرد على البدع المتقابلة في موطن واحد.

أتت هذه الآية الكريمة للدلالة على أن المذهب الحق هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، فهم وسط في تعظيم الله في باب الأسماء والصفات بين أهل التفريط من المعطلة الذين نفوا أسماء الله تعالى وصفاته، أو نفوا بعضها إرادةً لتعظيم الله - عز وجل - وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين (?)، وبين أهل الإفراط من الممثلة الذين شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا ما أخبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015