بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)} لقمان: 30، وقال: {وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)}.

من أجل هذا أتت هذه الآية للدلالة على بطلان ما اعتقده الممثلة في أوليائهم وأئمتهم وكبرائهم، بأنه لا يستحق العبادة والتعظيم إلا المتصف بصفات الكمال والجلال وهو الله - عز وجل -، وصرف العبادة والتعظيم لغير الله شرك وكفر.

- ثالثاً: المأخذ الذي انطلقت منه هاتان الطائفتان.

المأخذ الذي انطلقت منه هاتان الطائفتان هو: خطؤهم في تعظيم الله - عز وجل -؛ لأن أصل الدين, مبني على تعظيم الله, وتعظيم دينه ورسله، لكنهم ضلوا حينما أرادوا أن يعظموا الله بعقولهم، ولم يعظموه كما أمرهم سبحانه وتعالى.

فأقام المعطلة معتقدهم على: امتناع قيام الصفات بالله تعالى تعظيما له؛ لاعتقادهم أن الصفات أعراض (?)، وأن قيام العرض به يقتضي حدوثه (?)، وأن كل ما كان غير الله، فهو مخلوق؛ وأرادوا من ذلك التنزيه والتعظيم! ! ، فقالوا حينئذ: إن القرآن مخلوق، وإنه ليس لله مشيئة قائمة به، ولا حب ولا بغض ولا سمع ولا بصر ولا غير ذلك من الصفات، بل قالوا: إن أسماء الله تعالى مخلوقه؛ بناء على قولهم: إن الاسم غير المسمى، وكل ما كان غير الله، فهو مخلوق، فأسماؤه مخلوقة (?).

فردوا وأنكروا وعطلوا جميع ما وصف الله به نفسه المقدسة العلية، وقالوا: لا بد أن يكون الله متصفاً بالصفة، وهذه الصفة هي عين ذاته؛ لأننا إذا أثبتنا أن الله - عز وجل - متصف بصفة زائدة على ذاته، فإن ذلك يستلزم أن تكون هذه الصفة قديمة، وهذا يؤدي إلى تعدد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015