أصحاب الطريقة الأولى: الملاحدة - وهم المنكرون لوجود الخالق تبارك وتعالى. وهم فرقتان:
الأولى: الدهريون: القائلون بالجوهر الفرد (?)، وهم جماعة من الفلاسفة يعتقدون أن الكون تَكَون من جواهر مفردة، أي: ذرات صغيرة كانت موجودة تتحرك في الفراغ، ثم بسبب الحركة الوقتية (?) تتجمع فتحدث مظاهر الحياة والوجود (?).
أصحاب الطريقة الثانية: أصحاب وحدة الوجود: وهم الذين يزعمون بأن الله -تعالى عما يقولون- هو هذا الكون كله، وليس له ذات قائمة بنفسه، بل هو حال في كل شيء، وإن كانوا في حقيقة أنفسهم مقرين بوجود الخالق، إلا أن قولهم يقتضي الوصف بالعدم، ولازمه الإنكار، فزعمهم أن هذا الكون هو وجوده وهو ذاته، يجعل الإله الذي أقروا به لا حقيقة له في الخارج أصلاً وإنما هو أمر مطلق في الأذهان (?)، وسيأتي مزيد بيان لهذا.