كذلك فإن العلم بربوبيته - سبحانه وتعالى - يستلزم العلم بقدمه، فكل ما سوى الله - عز وجل - مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن، والله - سبحانه وتعالى - انفرد بالأزلية (?).
ومن لوازم ربوبيته - عز وجل - رحمته بعباده وإنعامه عليهم، ومن أعظم نعم الله على عباده ورحمته بهم: أن أرسل إليهم الرسل، وأنزل إليهم الكتب فالربوبية إذاً: تستلزم إرسال الرسل وإنزال الكتب (?).
وربوبيته - عز وجل - تستلزم فعله بمشيئته وقدرته، يقول ابن القيم - رحمه الله -: " صفة الربوبية تستلزم جميع صفات الفعل" (?)، فمن لم يكن له فعل اختياري يقوم به، ولا يقدر على ذلك، لا يكون خالقاً ولا رباً للعالمين، وخلق السماوات والأرض دليل على أن له فعلاً صار به خالقاً (?). كذلك فإن الربوبية المحضة تستلزم مباينة الرب للعالم وإثبات العلو لله تعالى.
لذا فإن توحيد الربوبية يستلزم إثبات توحيد الأسماء والصفات، وغير ذلك من اللوازم.