ويقول العلامة ابن القيم - رحمه الله -: " الرب هو السيد، والمالك، والمنعم، والمربي، والمصلح، والله هو الرب بهذه الاعتبارات كلها" (?)، وقال: " فاسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات فهو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه، ولا يخرج شيء عن ربوبيته" (?).
ونستطيع القول بأن أشمل تعريف لتوحيد الربوبية هو: إفراد الله بأفعاله.
ويدخل في هذا جميع صفات الربوبية من الخلق والملك والتدبير والتصرف في جميع مخلوقاته، بل يدخل فيه خلق أفعال العباد من الخير والشر (?).
كما يدخل فيه الإيمان بما قضاه الله وقدره وأنه لا يخرج شيء عن ملكه وخلقه وتدبيره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة - رحمه الله -: " وأما توحيد الربوبية فيدخل فيه ما قدره الله وقضاه وإن لم يكن مما أمر به وأوجبه ورضيه، والعبد مأمور بأن يعبد الله ويفعل ما أمر به وهو توحيد الإلهية ويستعين بالله على ذلك وهو توحيد الربوبية فيقول: إياك نعبد وإياك نستعين -والله أعلم-" (?).
الربوبية حق، ولازم الحق حق (?)، والله - سبحانه وتعالى - منفرد بربوبيته، ولوازم ربوبيته - سبحانه وتعالى - كثيرة منها: إفراده بالألوهية، فمن آمن بتوحيد الربوبية فاعتقد أن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي المميت فإنه يلزمه أن يعبد هذا الإله الذي خلقه، ورزقه، وأحياه، وأن يفرده بالألوهية، ويصرف جميع أنواع العبادة لله وحده (?).