6 - كذلك فإن عدم وضوح الأصول الاعتقادية تحمل على القنوط من رحمة الله كما حصل من الذي قال: ((والله لا يغفر الله لفلان)) (?)، وفي المقابل تحمل على الجرأة على محارم الله - عز وجل - والتساهل في إتيان الذنوب مع الاعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة.

7 - التقليد الأعمى، وسيأتي مزيد تفصيل في المعلم التالي.

المعلم السابع: التقليد الأعمى، والتعصب له.

الناس على وجه العموم يتوارثون العقائد كابراً عن كابر دون التأكد من الحقيقة، وهل هم على حق أم على الباطل؟ ! ، وإنما يفعلون ذلك لمجرد المحاكاة، للآباء والتعصب للكبراء، فتقليد الآخرين دون دليل ودون تبصُّر - على مدى العصور- أدى إلى الافتراق العظيم بين الناس، وإلى استمرار بقاء عقائد عديدة، على الرغم من انحرافها وبعدها عن جادة الحق والصواب (?).

لذا فقد بين لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطر قضية التقليد (?) وأنها قاعدة كبرى عند كل المخالفين لرسالته، فقال: ((لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود)) (?)، يقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عن العشرة الذين ذكرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود، ومن عداهم كان تبعاً لهم فلم يسلم منهم إلا القليل" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015