يتضح مما سبق أن ميوير ومرغوليوث ووات يعيدون الادعاءات والافتراءات نفسها بالنسبة للموضوعات الرئيسة للسيرة.
كما أن مواقفهم من المصادر متساوية ومتطابقة. ولهم افتراضات ونظريات أخرى في كثير من الأمور الفرعية للسيرة. فلا فرق بين معالجتهم للسيرة إلا في الأساليب والافتراضات والنظريات من أجل التوصل إلى نفس الاستنتاجات. وجميع ما كتبه أعداء الإسلام من المستشرقين عن السيرة في القرن الماضي يعيد بطريق أو آخر ما يطرحه ميوير ومرغوليوث ووات من الادعاءات والافتراءات.
وما هذه الادعاءات والاستنتاجات إلا إعادة في الجوهر لما كان قد كتبه مؤلفو العصور الوسطى والعصر الحديث المبكر. ومن هذه الناحية لا فرق بين الكتابات عن السيرة في القرنين الماضيين والكتابات من قبلها. فالكتابات قبل القرن الثامن عشر الميلادي تعتمد عموماً على المصادر الثانوية والإشاعات التي وصلت إلى أوربا بطرق شتى عن الإسلام والمسلمين، والكتابات بعد القرن الثامن عشر الميلادي، وبخاصة بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، تستخدم المصادر العربية الأصلية ولكنها تقوم بالتشكيك فيها أو تحريف معاني نصوصها أو الاعتماد على روايات ضعيفة وموضوعة بدون النظر في أسانيدها وصحتها، وذلك من أجل تأييد الادعاءات والافتراءات القديمة.