وتنبيهه على أنّ ذلك ليس من باب النّصيحة لأئمّة المسلمين، وأنّ احترامهم لا بُدّ أن يَتم في حدود ما أقرَّتْه الشَّريعة، والانحناءُ مما جاء النّهي عنه فيما رواه الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرّجل منّا يَلْقى أخاه أو صديقَه أينحني له؟ قال: ((لا)) . قال: أَفَيَلْتَزمه ويقبِّلُه؟ قال: ((لا)) . قال: أفيأخذ بيده ويُصافحه؟ قال: ((نعم)) . قال التّرمذي: ((هذا حديثٌ حَسَن)) (?) .
وعلى هذا المنوال جَرى الشّيخُ في تعليقاته وتَهْمِيشاته لأحاديث هذا الكتاب يُشير إلى بعض الأمراض العقديّة والاجتماعية المنافِيةِ للشّريعة الإسلامية ويعالجها بحكمةٍ وَرَوِيَّةٍ.
ومن الملاحظ: أنّ هذه التّعليقات لم تستمرَّ في الكتاب على وتيرةٍ واحدةٍ، بل نجد الشّيخ في أوائل الكتاب قد أكثر منها ثُمّ بدأت تَتَناقصُ في وسط الكتاب، بحيث لا تتجاوز السَّطْرَ والسَّطْرَيْن، بل قد تَرك بَعْضَ الأحاديث غُفْلاً دون تعليق، ثم توقّفت في أواخر الكتاب، وربما يُفسّر هذا، بأن الشّيخ قد كتب هذه التّرجمة في أوقات مُتباعدة، وفَتَراتٍ متقطّعة؛ كان في أولها أكثر نشاطاً وحيويَّةً ثمّ بدأ نشاطُه يضعف شيئاً فشيئًا، كما هي العادة في كلّ عمل هذا شَأْنُه.
وعلى الرّغم مما أشرنا إليه من دقة هذه التّرجمة وحُسن صياغتها إلاّ أنّ ذلك لا يَعني خلوَّها من بعض الأخطاء التي لا يَكاد يسلم منها عملٌ بشريٌّ. فمن خلال قراءتي لهذه التّرجمة وجدتُ أموراً يحسن التّنبيه عليها لكي تتُدارك