أبناءه صغاراً، لتقر عينه بأمته، تشتغل بهذا الجهد معه، وبعده.
هكذا كانت عبادة الدعوة إلي الله - عز وجل -، تنتقل من نبي إلي نبي، وببركة ختم النبوة، انتقلت من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلي أمته {قُلْ هََذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (?).
وما أشرك الله - سبحانه وتعالى - سيدنا هارون مع سيدنا موسي عليهما السلام، في الدعوة، إلا بعد إلحاح من سيدنا موسي - عليه السلام - علي الله - عز وجل -: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * َويَسِّرْ لِي أَمْرِي *َ واحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي*هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي*وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي*َكيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * َونَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * َقالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} (?).
فأشرك الله - عز وجل - سيدنا هارون - عليه السلام - في أمره، وأشرك الله - عز وجل - أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - كلها، في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم -.
o كانت أقدام موسي وهارون عليهما السلام، تمشي إلي فرعون، وما في قدم إسرائيلي مشي في الدعوة، لكن أقدام الصحابة - رضي الله عنهم - مع أقدام النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وكان الثناء من الله - عز وجل - علي الأنبياء فردي، لا يشمل أممهم، بل بين الله - عز وجل - عيوب أممهم، وببركة جهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجد الله - عز وجل - صفات نبينا وصفات أمته.
o القرآن الكريم عندما يقول لنا: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىَ إِنّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً} (?) يأمرنا بإتباعه في الدعوة، والحذر من هفوات