فمدحت الأمة بأسرها كما مدح الأنبياء {وَالَّذِينَ مَعَهُ} وما قال فلان أخرج للناس، وفلان لا.
وكما مدحهم بالمشي إلي الناس، مدحهم بأخلاقهم، فقال: {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ}.
o هناك فرق بين إيمان الأنبياء وبين أممهم، وببركة ختم النبوة، وحمل الأمة المسئولية، وقيامها علي جهد نبيها - صلى الله عليه وسلم -، الله - سبحانه وتعالى - ميزها بأربعة أشياء:
1) قرن الله - عز وجل - بين إيمان الأمة وإيمان نبيها: فقال تعالي: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (?). ولو قلت آمن الرسول وسكت، ما أتيت بالخبر الصحيح، فليس مراد الله - عز وجل - أن يخبرنا أن الرسول مؤمن، فهل هناك رسول غير مؤمن؟ لكن انظر إلي شرف الاقتران {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
2) وقرن جهد النبي وأمته:
{ُّمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} ونحنُ معه إن شاء الله.
{لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?).