فهو تمرد على ألوهيته، لكن ليس لديه رب آخر، مثل الطفل الصغير يتمرد على أبوه لكن ليس لديه أب آخر، وهكذا الشيطان، فما يقدر يعيش بنفسه.

وفي سنن النسائي وكتاب ابن السني، عن صُهيب - رضي الله عنه -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يرَ قريةً يُريد دخولَها إلا قال حين يَراهَا: " اللَّهُمَّ رَبَّ السمَوَاتِ السَّبْعِ وَما أظْلَلْنَ، وَالأَرْضيِن السَّبْعِ وَما أقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّياطينِ وَمَا أضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرّياحِ وَمَا ذَرَيْنَ، أسألُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أهْلِها وَخَيْرَ ما فيها، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وَشَرّ أهْلها، وَشَرّ ما فِيها ". (?)

يا رب! بحق هذا الإسم يعني الله، وما معنى: (الله)؟ يعني المعبود، تقول إياك نعبد.

الحمد لله على التوحيد العقلي، الاعتقادي، القلبي، يعني قلبك اعترف بأنه الله، لكن قلبك اعترف بأنه الله، والجوارح تعصي، إذن الحمد لله، كيف تتفاعل مع الله {إِِيَّاكَ نَعْبُدُ}، صار توحيد عملي، ولما نقول: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فما دام رب العالمين، لا أحد يقدر أن يعينك، إذن: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالرب يُستعان به والإله يُعبد، فتقول الحمد لله أي الإله بحق أن يُعبد، {إِِيَّاكَ نَعْبُدُ}، ولمّا نقول: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} استرحم، وأعظم رحمة هي الهداية، (اهدنا)، ولما تقول الرحمن تذكر أعظم رحمة، ولما تُسمع الله (إياك نعبد)، ولما تسمع (رب)، {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

وهكذا بدأت السورة بالتوحيد العلمي (الله، رب، رحمن) وبعد ذلك بالتوحيد العملي (اهدنا، نعبد، نستعين)،أعتقد بأنه إلهاً ربا رحيما، ولما تقول: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} تذكر كم نعمه في الجنة، رضا وحور وقصور فتقول {

طور بواسطة نورين ميديا © 2015