فإذا جلسنا تأتي هذه اليهودية في حياتنا، إذا كان جارك تارك للصلاة زوره _ ما لي وما له _ {ِ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مّنكَرٍ فَعَلُوهُ} تأتي هذه اليهودية في حياتنا في الجلوس.

المشايخ يقولون لا ننتصر على اليهود، إلا أن نخرج صفة اليهودية من حياتنا، فاليهودية هي يهودية الصفات، فما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَقَزَزُ من يهودية الذات فالذوات ليست نجسة، يصافح اليهود، دعته يهودية لطعام فاستجاب، وفي المعاملة استلف منهم - صلى الله عليه وسلم -، فما تتقزز منهم، وأما نحن فنتقزز من ذواتهم، ولكن الصفات نعانقُها، فإذا جاءَنا عربي وعنده اليهودية فنعانقه، ونقول له مرحبا لأنه عربي، فربنا ما خلق في رحم الأم دما يهوديا، ودما عربيا، ولكن الله خلق إنسانا، ولمّا هذا الإنسان يَذٍلُّ، ويكذب، ويأكل السحت، صار يهوديا.

فاليهودية صفات، والإسلام صفات، وليس ذوات، لو حللنا دمك ما يطلع أنت مسلم، أو يهودي، ولكن لو حللنا صفاتك تعرفك.

فصفاتهم إذن فينا، صفة التبرج، وصفة حب الدنيا، وصفة الكذب، وصفة أكل الحرام، {َبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا} (?)

جميع العوالم، عالم البشر، عالم الطيور، عالم الملائكة، عالم الجان، عالم النيران وكل العوالم مربوبة، وعالم الصحة، ما تأتيك ذرة من عالم الصحة إلا بإذن ربها، وما تأتيك ذرة من المرض إلا باذن ربها، ما تسقط من ورقة إلا يعلمها، رب كل شاء، رب الشياطين، ورب الملائكة، الشيطان يعرف ربه: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (?) ولكنه عصى، فما عنده لا إله إلا الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015