فهنا حسن الظن بالله - سبحانه وتعالى -، فالطفل عندما يثق بأبيه، فإذا أبوه أخذ فلوسه يحسن الظن بأبيه، فأبي أخذ فلوسي حتى يخبئها، أمَّا غير أبيه فيجلس يبكي، فلهذا الطفل الصغير مطمئن بالرب المخلوق، فكيف الرب الخالق؟ كيف يريدك، أن تثق به.
وقوله تعالي: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وسمي هذا اليوم (يوم القيامة) بيوم الدين، لأنه في هذا اليوم لا يستطيع أحد من البشر، أو من الجن، أو من الملائكة، أن يدعي ملكية أي شيء 00 لأن في ذلك اليوم، كما قال الله تعالي: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (?).
ومن هنا يتذكر الإنسان أن أي عمل يعمله، ليوم الدين، وأن يكون يوم الدين نُصب عينيه، يُصلي ليوم الدين 00 يصوم ليوم الدين 00 يحج ليوم الدين 00 يجاهد ليوم الدين 00 يدعو الناس إلي الله ليوم الدين 00 قال تعالي: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} (?).
ولا بد للمسلم أن يتذكر دائما في يومه، يوم الدين، فالله - سبحانه وتعالى - أخبر عن أحوال الأنبياء، أنهم لا تمر عليم لحظة إلا وهم يذكرون الآخرة، {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} (?).