فلما علم الصحابة - رضي الله عنهم - أن كل شيء من قبل رب العزة - سبحانه وتعالى -، وأن كل شيء متبوع بـ {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} لم يخافوا من أي شيء يُصيبهم 00 لم يخافوا الفقر، ولم يخافوا المرض، لم يخافوا العري، لم يخافوا من العدو.
فكان أحدهم يباتُ جوعان، وإذا سئل عن حاله، يقول: أنا في سعادة لويعلمُ بها الملوك وأبناء الملوك لحاربونا عليها بالسيوف.
وأصبحوا عريانين، من أجل الدين، ولكن سعداء بربهم الذي خلقهم، وأقامهم علي دينه.
ولم يخافوا من المرض لأنه مكفر للذنوب، فسيدنا أبو ذر - رضي الله عنه - يقول: أحب ثلاث:
1) أحب الفقر تواضعا لربي.
2) وأحب المرض تكفيرا لذنوبي.
3) وأحب الموت للقاء ربي.
فالعدو الآن يخوفنا من غير الله - عز وجل - 00 ويجب علينا أن لا نخاف من غير الله - عز وجل -، لأن كل شيء من وراءه {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
أي العوالم كلها مربوبة والرب واحد، ربوبية وألوهية مبنية على الرحمة، رحيم في ألوهيته ورحيم في ربوبيته، رحيم إذا أَمَرَ، رحيم إذا نهى، رحيم إذا أعطي، رحيم إذا منع.