ومعها سورة واحدة هذا واجب وجوبا عينيا، والباقي وجوب كفائي وسنّة، فالله أوجب علينا أن يكون القرآن دستور حياتنا، أفكارنا قرآنية، أعمالنا قرآنية، همومنا قرآنية - كان - صلى الله عليه وسلم - خلقه القرآن -الجهد فرض عين، أما التلاوة فما كل الأمة تمتعت بتلاوة القرآن، ولكن كل الأمة تمتعت بتلاوة الفاتحة، ما كل الأمة حفظت القرآن، أشغل سيدنا خالد - رضي الله عنه - جهد القتال عن حفظ القرآن فقد كان لا يحفظ السور الطويلة، ولكن كان يحفظ السور القصيرة، ما كان يحفظ، قوله تعالي: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} (?) لكن كان يشتغل في القتال وما كانت سُميّة رضي الله عنها تحفظ قوله تعالي: {ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (?). ولكن كانت تشتغل بالدعوة، ما كل الأمة حفظوا {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (?) ولكن كل الأمة غضت أبصارها.
تستطيع مع الفاتحة وسورة أو سورتين أن تكون صالحاً ومصلحاً، فمصدر الهداية القرآن والسنة، كيف القرآن والسنّة مصدر هداية؟ يعني جهد القرآن وجهد السنَّة مصدر هداية.