البيوت، فلو وضعت جهازا مسجلا جاسوسا في بيت من بيوت الصحابة - رضي الله عنهم -، فإن كل ما يقال في بيت الصحابي، يصلح للنشر.
وهكذا الصحابة عاشوا في بيئة الدين، وكذلك عندما نخرج نعيش أربع وعشرون ساعة، لمدة أربعين يوما في بيئة الدين.
الصحابة - رضي الله عنهم - تعلموا أول ما تعلموا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما كيومه، فكرٌ كفكره، وهمٌّ كهمّه 00 ونحن تعلمنا وضوءاً كوضوءه، وهو لا يستغرق دقيقتان، لكننا لم نتعلم يوم كيومه.
في بيوت الصحابة - رضي الله عنهم -، ثلاثة عشرة سنة، وبيئة الإيمان في بيوت المسلمين، سيدنا عمر - رضي الله عنه - عندما سمع أن أخته أسلمت أتى لبيتها لقتل زوجها، فلو وجد غناءً لغنّى معهم، ولكن حال دخوله البيت تأثر بالبيئة، فأخته تقرأ القرآن، فقد كانت أعمال الدين في البيت.
عندما نزلت {وَاذْكُر رَّبَّكَ} ليس معناها: أنهم كانوا في غفلة، بل كانوا في ذكر، ولكن تحثهم الآية على زيادة الذكر.
في كل بيت فيه حلقة التعليم، وهكذا البيت يعطي للأمة، فأحاديث كثيرة عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله، فعطاء البيت مثل عطاء المسجد، وأعمال البيت مثل أعمال المسجد، فالبيت فيه الأعمال الكاملة كما في المسجد 00 أما بيوتنا فلا تستطيع أن تقوم بأعمال الدين خمسة دقائق، فصار البيت خنجر في ظهر المسجد.
فعلينا أن نخرج لنصلح بيوتنا، ولو بالتدريج 00 وهكذا أول بيئة كانت بيوت المسلمين، نزل جبريل والرسول في بيت خديجة، فالرسول يُذاكر مع خديجة، وبعد ذلك تنتقل المذاكرة إلى بيوت المسلمين، وبعد أربعة عشرة سنة انتقلت