سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر» كذا قال، والأعمش مشهور بالتدليس، وهلال بن يساف لم يدرك كعباً
قال أبو رية «هذا ما قاله لتلميذه الثاني، أما تلميذه الأول فهو أبو هريرة ... »
أقول: لم يتعلما من كعب شيئاً، وإنما سمعا منه شيئاً محتملاً فحكياه، أو سألاه سؤال خبير ناقد لينظرا ما يقول، ولا يضرهما تهكم أبي رية كما لم يضر النبي صلى الله عليه وسلم قول المشركين «إنما يعلمه بشر»
/ قال: ففي حديث له أنها شجرة من أصلها أنهار الخ»
أقول: هذا رواه أبو جعفر الرازي، وشك فيه فقال «عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره» وأبو جعفر والربيع فيهما كلام، وقال ابن حبان في الربيع «الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً»
قال «وفي حديث المعراج: أنه لما فرض الله خمسين صلاة على العباد في النهار وفي الليل ولم يستطع أحد من الرسل جميعاً غير موسى أن يفقه استحالة أدائها على البشر، فهو وحده الذي فطن ذلك ... وكأن الله سبحانه ... كان لا يعلم مبلغ قوة احتمال عباده ... وكذلك لا يعلم محمد ... حتى بصره موسى. وهكذا ترى الاسرائيليات تنفذ إلى ديننا ... ولا تجد أحداً إلا قليلاً يزيفها ... »
أقول إن كانت الاسرائيليات تشمل عند أبي رية كل خبر فيه فضيلة لموسى عليه السلام ففي القرآن كثيرمنها، بل في عدة آيات منها ذكر تفضيل بني إسرائيل على العالمين وغير ذلك. وإن كانت خاصة بما ألصق بالإسلام وليس منه من مقولات أهل الكتاب فلم يزل أهل العلم يتتبعونها ويزيفونها. أما سكوتهم عن محاولة تزييف ما ثبت في أحاديث الإسراء فعذرهم واضح، وهو أنه لم يبلغ أحد منهم في العلم والعقل والحياء مبلغ أبي رية. ودونك الجواب: