عشر يوما، خلا الجبهة، فان «1» لها أربعة عشر يوما. فيكون انقضاء سقوط الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة. ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول فى ابتداء السنة المقبلة. وكانت العرب تقول لا بدّ لكل كوكب من مطر، أو ريح، أو برد، أو حرّ، فينسبون ذلك إلى النجم. وإذا مضت مدة النوء، ولم يكن فيها مطر، قيل: خوى نجم كذا، وأخوى- ن.
10) واختلفوا فى ذى النوء من النجمين. فقال بعضهم: هو الطالع لأنه إذا طلع، ناء أى [مال] بثقل طلوع. ناء،/ أى طلع.
كما يقال ناء بحمله، إذا نهض به وقد أثقله. واحتجّ بقول الله عز وجل «2» :
«ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ»
. قال أراد لتنوء بها العصبة فقلب «3» أى تنهض بها وهى مثقلة. وهو قول أبى عبيدة. وهذا قول قد بيّنت فساده فى كتابى المؤلّف فى «تأويل مشكل القرآن «4» -. ن.
11) وقال آخر: هو النجم الغارب. وهذا أعجب إلىّ، والشاهد عليه أكثر. وإنما قيل ناء إذا سقط، لأنه يميل، والميل هو النوء ومعنى قول الله عزّ وجلّ: «لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ»
أى لتميل بها من ثقلها.
قال الراجز:
حتى إذا ما التأمت مفاصله ... وناء فى شقّ الشّمال كاهله «5»