ولا تجعل أول عدد السنة، الربيع. ولكنها تذهب فى تحديد أوقاتها الى ما تعرف فى أوطانها من إقبال الحرّ والبرد، وادبارهما؛ وطلوع النبات واكتهاله، وهيج الكلأ ويبسه. وتذهب فى عدد الأزمنة إلى الابتداء بفصل الخريف، وتسميه الربيع. لأن اول الربيع، وهو المطر، يكون فيه. ثم يكون بعده فصل الشتاء. ثم يكون بعد الشتاء فصل الصيف؛ وهو الذى يسمّيه الناس الربيع، وتأتى فيه الأنوار.
وانما سمّوه صيفا لأن المياه عندهم تقلّ فيه، والكلأ يهيج، وقد يسميه بعضهم الربيع الثانى. ثم يكون/ بعد «1» فصل الصيف، فصل القيظ؛ وهو الذى يسمّيه الناس الصيف. وبعض العرب يقسم السنة نصفين: شتاء وصيفا. ويبدأ بالشتاء لأنه ذكر؛ والصيف انثى، لأن النبات يكون فيه. ثم يقسم الشتاء نصفين، فيكون الشتاء أوله، والربيع آخره. ويقسم الصيف نصفين، فيجعل الصيف أوله والقيظ آخره- ن.
118) فأول «2» وقت الربيع الأول عندهم، وهو الخريف، ثلثة ايام تخلو من أيلول. وأول الشتاء عندهم ثلثة ايام تخلو من كانون الأول. وأول الصيف عندهم، وهو الربيع الثانى، خمسة ايام تخلو من أذار. واول وقت القيظ عندهم اربعة ايام تخلو من حزيران.
والخريف عندهم المطر الذى يأتى فى آخر القيظ. ولا يكادون يجعلونه اسما للزمان. وقد قال عدى بن زيد: