اعتكف إلَّا أبو بكر بن عبد الرحمن (1)، وأراهم تركوه لِشَدَّتِهِ (2)؛ لأنَّ ليلَه ونهارَه سواء".

قال السُّيوطي (3) في "التوشيح شرح صحيح البخاري": Q(1) قوله (إلَّا أبو بكر بن عبد الرحمن) (?): تعقَّب الحافظ ابن حجر في "الفتح" قول مالك: أنَّه لم يعتكف من السَّلف إلَّا أبو بكر بن عبد الرحمن، وقال: "لعله أرادَ صفةً مخصوصةً، وإلَّا فقد حكي عن غير واحد من الصَّحابة أنه اعتكف" (?).

(2) قوله (وأراهم تركوه لشدته): قال ابن بطَّال: مواظبةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - على الاعتكافِ يدلُّ على أنَّه من السُّنَنِ المؤكَّدةِ، وقد روى ابن المنذر عن ابن شِهَاب أنَّه قال: عَجَبًا للمسلمين تركوا الاعتكاف، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قَبَضَهُ الله تعالى. انتهى. وقد تَقَدَّم قولُ مالك: إنَّه لم يعلم أن أحدًا من السَّلف اعتكفَ إلَّا أبا بكر بن عبد الرحمن، وأنَّ تركهم لذلك لما فيه من الشدَّة، كذا في "الفتح" (?) للحافظ.

(3) قوله (السُّيوطي): هو مُجَدِّد المائة التاسعة خاتم الحفَّاظ، جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين الأَسْيوطي الشافعي، المتوفى سنة أحد عشر وتسعمائة، وتصانيفُه قد زادت على خمسمائة، وشُهرتُه تُغني عن وصفِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015