التثبيت"1 وهذا لفظٌ يعم كلَّ إنسان، وسلمنا أنَّه يخص الأنبياء عليهم السلام بالصلاة في قبورهم، فالأولياء أين الدليلُ على حياتهم فيها؟ ثم لا يعزب عنك أن في ذكره حياة الأنبياء عليهم السلام في القبور ما يشعر أن الكرامات لا تثبت عنده إلا للأحياء وإلا فمالنا وللخوض في حياة الأنبياء عليهم السلام في القبور على أنَّه قد أخرج أبو داود والبيهقي عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم تعرض علي. فقالوا يا رسول الله: كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت يعني: بليت؟ قال: إنَّ الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" 2، وهذا ظاهر في أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم كغيره من الأموات إلا أنَّ جسده لا تأكله الأرض ولو كان صلى الله عليه وآله وسلم حياً في قبره لقال إنِّي حيٌّ في قبري، وقد بين هذا الغرض وإدراكه صلى الله عليه وآله وسلم لما يعرض ما أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من أحد يسلم عليَّ إلاَّ رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام" 3 ولا