قوله: "قال شيخ مشايخنا أحمد الرملي" إلى آخره.
أقول: ليس في نقل كلامه فائدة فإنَّه ليس إلا أنَّه أخبر عن اعتقاده ونحن نطالبه في دليل هذه العقيدة.
قوله: "أما الأنبياء فلأنَّهم أحياءٌ في قبورهم يأكلون ويشربون ويصلون ويحجون؛ بل وينكحون كما وردت بذلك الأخبار".
أقول: الذي وردت به الأخبار: حياة الأنبياء عليهم السلام في قبورهم وقد ألف فيما ورد [607] في ذلك الحافظُ السيوطي رسالة سماها "إنباه الأذكياء بحياة الأنبياء"1 وسبقه إلى ذلك البيهقي فجمع كتاباً لطيفاً في حياة الأنبياء عليهم السلام2 ذكره ابن حجر في فتح الباري وسرد أحاديث لا تقوى على هذا الأصل وذهب أنَّهم أحياء في القبور3، والكلام في الأولياء، وأصل السؤال فيهم مع أنَّه لا يمكن دعوى معجزة للنبي تحصل بعد موته لما عرفت من حقيقتها ولأنَّه قد ثبت أنَّه "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" أخرجه البخاري في الأدب ومسلم في الصحيح وأبو داود والترمذي والنسائي4 ووردت أحاديث فيها خصال أخرى انتهت إلى عشر وقد سردناها منظومة في "جمع الشتيت شرح أبيات