ما قال، ولم يعلموا ما عمله أبو بكر من لزوم إنهاء قضايا الخصومات، وإزالة ما قد يعلق في القلوب من الموجدة في الدنيا قبل أن يكتب ذلك في الصحف ويترتب عليه الحساب يوم القيامة.

وبالرغم مما ظهر من رضا ربيعة وتوجيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى عدم الرد على أبي بكر، فإن أبا بكر قد بكى من خشية الله تعالى، وهذا دليل على قوة إيمانه، ورسوخ يقينه.

وأخيرًا موقف يذكر لربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه -، حيث قام بإجلال أبي بكر - رضي الله عنه - وأبى أن يرد عليه بالمثل، هذا من تقدير أهل الفضل والتقدم والمعرفة بحقهم، وهو دليل على قوة الدين ورجاحة العقل (?).

12 - مسابقته في الخيرات:

اتصف الصديق - رضي الله عنه - بالأخلاق الحميدة، والصفات الرفيعة ومسابقته في الخيرات حتى صار في الخير قدوة، وفي مكارم الأخلاق أسوة، وكان حريصًا أشد الحرص على الخيرات، فقد أيقن أن ما يمكن أن يقوم به المرء اليوم قد يكون غير ممكن في الغد، فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل، ولذلك كان من المسارعين في الخيرات؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟». قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟». قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟». قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» (?).

13 - كظمه للغيظ:

قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: إن رجلاً شتم أبا بكر ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جالس، فجعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعجب ويبتسم، فلما أكثر الرجل رد عليه أبو بكر بعض قوله، فغضب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقام، فلحقه أبو بكر وقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما أكثر رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت!! فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه كان معك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015