5 - وفي غزوة ذات السلاسل ظهر موقف متميز للصديق في احترام الأمراء، مما يثبت أن أبا بكر كان صاحب نفس تنطوي على قوة هائلة، وقدرة متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم (?)، فعن عبد الله بن بريدة قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا، فغضب عمر وهمَّ أن يأتيه، فنهاه أبو بكر، وأخبره أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يستعمله عليك إلا لعلمه بالحرب، فهدأ عنه عمر - رضي الله عنه - (?).

سابعًا: في فتح مكة وحنين والطائف:

أ- في فتح مكة 8 هـ:

وسبب الفتح بعد هدنة الحديبية ما ذكر ابن إسحاق قال: حدثني الزهري, عن عروة بن الزبير, عن المسور بن مخرمة, ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعًا قالا: في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد دخل, ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل, فتواثبت خزاعة وقالوا: نحن ندخل في عقد محمد وعهده, وتواثبت بنو بكر وقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم, فمكثوا في ذلك نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا, ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير -وهو قريب من مكة- وقالت قريش ما يعلم بنا محمد, وهذا الليل وما يرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , فقدم عمرو بن سالم إلى المدينة فأنشد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائلاً:

اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيك الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نصرت يا عمرو بن سالم» (?).

وتجهز النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع صحابته للخروج إلى مكة، وكتم الخبر، ودعا الله أن يعمي على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015