يخص به, هي التجارة التي دل عليها، ونجى بها من الخزي، وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة (?).
ي- أن يشاور ذوي الرأي منهم:
وهذا ما فعله الصديق في حروب الردة وفتوحات الشام وكثير من القضايا الفقهية والمستجدات التي تحدث في المجتمع المسلم، وقد طلب من القادة أن يتناصحوا ويتشاوروا. (?) وقد كان الصديق قدوة في ذلك؛ ففي حروب الردة دعا عمرو بن العاص وقال له: يا عمرو، إنك ذو رأي في قريش وقد تنبأ طليحة، فما ترى؟ واستشاره ثم سأله عن خالد بن الوليد عند اختياره لقيادة الجند فأجابه: يسوس للحرب، يصبر للموت، له أناة القطاة ووثوب الأسد، فعقد له. (?) وسار خالد بن الوليد لما كلف به، وأخذ يستشير من معه لإعداد الخطة لمحاربة المرتدين ويخبر القيادة العليا بما استقر عليه رأي الجند (?)، وحين أراد أبو بكر - رضي الله عنه - أن يغزو الروم ويعد الجيوش لفتح بلاد الشام، شاور في ذلك جماعة من أصحاب رسول الله، وبعد أن أخذ رأيهم وما أجمعوا عليه أمر الجند بالتجهيز للتوجه لما أمروا به (?)، وكان مما أوصي به الصديق - رضي الله عنه - أمراء وقادة جند الشام بأن يعملوا بالمشورة، فمن ذلك ما قاله ليزيد ابن أبي سفيان: هذا ربيعة بن عامر (?) من ذوي العلاء والمفاخر، قد علمت صولته وقد ضممته إليك وأمرتك عليه، فاجعله في مقدمتك، وشاوره في أمرك ولا تخالفه. (?) قال يزيد: حبًا وكرامة. وأضاف أبو بكر - رضي الله عنه - قائلا: إذا سرت فلا تضيق على نفسك ولا على أصحابك في مسيرك، ولا تغضب على قومك ولا على أصحابك، وشاورهم في الأمر، واستعمل العدل. (?)
كما قال ليزيد: وإذا استشرت فاصدق الخبر تصدق لك المشورة، ولا تكتم