فاتمم يتم الله لك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل فإن الله له المن وهو ولي الجزاء». (?)
ج- أداء الأمانة:
وقد كانت توجيهات الصديق لأمرائه وجنوده واضحة في وجوب أن يؤدوا الأمانة فيما حازوه من الغنائم، ولا يغل أحد منهم شيئًا، بل يحمل جميعه إلى المغنم ليقسم بين جميع الغانمين ممن شهدوا الواقعة، وكانوا على العدو يدًا واحدة. (?) وعلى سبيل المثال ما جاء في وصية الصديق ليزيد بن أبي سفيان في النهي عن الغلول (?)، هذه بعض توجيهات الصديق مما يتعلق ببعض حقوق الله على القادة والجنود.
وقد بين الخليفة الصديق حقوق القادة على الجنود والرعية؛ كالتزام طاعته، والمسارعة إلى امتثال أمره، وعدم منازعته في شيء من قسمة الغنائم، وغير ذلك.
أ- التزام طاعته:
فعندما تولى أبو بكر - رضي الله عنه - الخلافة كان أول شيء نبه المسلمين إليه في خطاب التولية أنه سائر على نهج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما ذكَّر بالطاعة؛ حيث قال: واعلموا أن ما أخلفتم لله من أعمالكم فطاعة أتيتموها. (?) وألزم قادته بالطاعة لبعضهم، فمن ذلك ما كتبه إلى المثنى بن حارثة الشيباني بقوله: إني قد بعثت إليك خالد بن الوليد إلى أرض العراق فاستقبله بمن معك من قومك، ثم ساعده ووازره وكاتفه، لا تعصين له أمرًا ولا تخالفوا له رأيا، فإنه من الذين وصف الله -تبارك وتعالى- في كتابه فقال: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا" (?) [الفتح: 29]. كذلك أخذ أبو بكر - رضي الله عنه - يوصي في خلافته جيوش المسلمين المتجهة لفتح بلاد الشام بالطاعة، فقال لهم: أيها الناس إن الله قد أنعم عليكم بالإسلام