على المسلمين، وفي الشيشان، وفي فلسطين من قبل اليهود، ألا ما أعظم الفرق بين هداية الله وضلال الملحدين.
هـ- وهو جيش يحترم العقائد والأديان السابقة عليه، فيحافظ على العباد في صوامعهم ولا يتعرض لهم بأذى ... وتلك دعوة عملية تدل على سماحة الإسلام وعدالته، أما من يعيثون في الأرض فسادًا ويحاربون الحق فجزاؤهم القتل ليكونوا عبرة لغيرهم (?).
وما جاء في وصية الصديق - رضي الله عنه - لم يكن كلمات قيلت بل طبقها المسلمون في عصره وبعده (?) وسنرى ذلك بإذن الله في فتوحاته - رضي الله عنه -.
عاد جيش أسامة ظافرًا غانمًا بعدما أرهب الروم حتى قال لهم هرقل وهو بحمص بعدما جمع بطارقته: هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوا مني!! قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر فتغير عليكم، ثم تخرج من ساعتها ولم تكْلَمْ. قال أخوه «يناف»: فابعث رباطًا (جندا مرابطين) تكون بالبلقاء، فبعث رباطًا واستعمل عليهم رجلاً من أصحابه، فلم يزل مقيمًا حتى تقدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (?)، ثم تعجب الروم بأجمعهم وقالوا: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم ثم أغاروا على أرضنا؟. (?)
وأصاب القبائل العربية في الشمال الرعب والفزع من سطوة الدولة (?)، وعندما بلغ جيش أسامة الظافر إلى المدينة تلقاه أبو بكر وكان قد خرج في جماعة من كبار المهاجرين والأنصار للقائه، وكلهم خرج وتهلل، وتلقاه أهل المدينة بالإعجاب والسرور والتقدير، ودخل أسامة المدينة وقصد مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصلى لله شكرًا على ما أنعم به عليه وعلى المسلمين، وكان لهذه الغزوة أثر في حياة المسلمين وفي حياة العرب الذين فكروا في الثورة عليهم، وفي حياة الروم الذين تمتد بلادهم على