ثم انطلقا وكان من امر الغلام حين قتله الخضر وحين دخلا القرية ما قصه الله في كتابه. قال الخضر:) هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر (،وحملونا بغير أجر،) وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا (، يعنى أمامهم ملك كل سفينة صالحة غصبا.) فأردت أن أعيبها (بخرق، ولا يضرُّ بها، فتنجو من الملك فسأله نبي الله، عليه السلام، عنه. فقال: يا بني الله، اخبرني أبي عن أبيه، عن جده، انه عهده على هذا الحال. فقال. في ذلك بعض الشياطين الذين صحبوا سليمان عليه السلام:
غدونا من قرى اصطخر ... إلى القصر فقلناه
فمن يسأل عن القصر ... فمبينا وجدناه
يقاس المرء بالمرء ... إذا ما المرء ماشاه
وللشئ على الشئ ... مقاييس واشباه
ويقال، والله اعلم، ان سليمان بن داوود عليه السلام، دخل عمان، وأهلها بادية، فأقام فيها عشرة أيام. وأمر الشياطين في كل يوم يحفرون الف نهر، فسار منها. وقد جرى منها عشرة الآف نهر.
وحدثني أبو المنذر عن خالد بن محمد، انه بلغه ان في الجبل اليحمد قبر نبي.
فيصيب هؤلاء المساكين فضلا في ذلك إلى ان ترد السفن.
قال: كان الملك الذي ذكره في كتابهن يأخذ كل سفينة غصبا مالك ابن فهم الأزدي، وكان ينزل قلهات من شط عمان وينتقل من هناك إلى ناحية اخرى. وقال بعض هو مسدلة بن الجلندي بن كركر الأزدي، وهو من ولد مالك بن فهم الأزدي، وهو جد الضفاق، ومن ولده ملوك مروى، إلى اليوم. وقال بعض: بل هو الجلندي بن المستكبر، ويقال المستنير بن مسعود ابن الحرار بن عبد العزى بن معولة بن شمس بن غانم بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأزد. وليس هو كذلك. والأقاويل الاولى اشبه دلالة واوضح حجة، واقرب في النظر صحة في هذا القول الأخير. لانه يستحيل من أوجة احدهما؛ ان الجلندي هذا كان قبل الاسلام وقيل انه ادرك الاسلام. وابناه عبد وجيفر ابنا الجلندي، واليهما كتب النبي صلى الله عليه وسلم على يد عمرو بن العاص. وقصة السفينة كانت في عصر موسى عليه السلام. وبين موسى إلى ان بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، على جميع الانبياء. اعوام كثيرة.
وعن وهب بن منبه قال: كثير من أهل العلم يقولون هو موسى بن ميثى نبي الله. كان من بعد موسى بن عمران، عليه السلام، عليه بدهر. والله أعلم.
ذكر ان سليمان بن داود كان يغدو من اصطخر فيتغدى بيت المقدس، ويروح من بيت المقدس فيتعشى باصطخرز فبينما هو يسير وقد حملته الريح إلى نحو البر. فقال للريح: شائمي. فهبت في برية عمان. فرأى قصرا في صحراء كأنما رفعت عنه اليد الساعة. واذا عليه نسر واقع. فقال للريح حطي. ثم قال لمن معه: ادخلوا القصر. فدخلوا. فلم يروا شيئا. فعادوا اليه فاعلموه. فدعا بالنسر. فقال: لمن هذا القصر؟ فقال: ما ادري انا عليه منذ ثمانمائة سنةن هكذا عهدته.
وفي نسخة اخرى ان سليمان بن داود عليه السلام، سار من ارض فارس من قلعة اصطخر إلى عمان في نصف يوم، إلى ان نزل منها موضع القصر من سلوت، وهو بناء حديث، كأنما رفع الصناع ايديهم منه في ذلك الوقت، واذا عليه نسر.
كانت وفاة النعمان بن المنذر، عند زيارته كسرى، ونزوله عليه معتذرا اليه ما كان من مقتل عدي بن زيد الايادي حين قتله النعمان بن المنذر.