وعن ابن عباس قال: عمر آدم تسعمائة سنة وست وثلاثون سنة.
قال وهب: كان شيث بن آدم أجمل ولد آدم، وأفضلهم وأشبههم به. وأحبهم إليه، وكان وَصى أبيه، ووليَ عهده، وهو الذي وَلَد البشر كلَّهم، وإليه انتهت أنساب الناس، وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة، وكانت الكعبة خيمة لآدم عليه السلام، وضعها الله له من الجنة. وأنزل الله على شيث بن آدم خمسين صحيفة، وإليه صارت الرياسة بعد وفاة أبيه آدم.
وذكر أن آدم صلوات الله عليه مرض قبل أحد عشر يوما، وأوصى إلى ابنه شيث، وكتب وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث، وأمره أن يخفيه من قابيل وولده، لأن قابيل قد كان قتل هابيل حسداً منه حين خصّه آدم بالعلم، فاستخفى شيث وولده بما كان عندهم من العلم ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به.
وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم، وذلك أن نسل ولد آدم غير نسل شيث انقرضوا وبادوا، ولم يبق منهم أحد، فأنسابُ الناس كلهم إلى شيث. وعاش شيث تسعمائة سنة واثنى عشر سنة، وولد لشيث أنوش.
ثم وُلِد لأنوس بن شيث بن آدم ابنه قّيْنان من أخته نعمة بنت شيث. بعد مضي تسعين سنة من عمر أنوش.
وأما ابن اسحاق فذكر عنه أنه قال: نطح أنوش بن شيث أخته نعمة وبنت شيث فولدت له قَيْنَان بن أنوش وأنوش يومئذ ابن تسعين سنة، فعاش أنوش بعد ما وُلِدَ له قينان ثمانمائة سنة وخمس عشرة سنة، وكان جميع ما عمر أنوش بن شيث تسعمائة سنة وخمسين سنة.
وعن ابن عباس قال: ولد أنوشُ بن شيث قينان، ونفرا كثيرا، واليه الوصية، ثم ولد لقينان مهلائل بن قينان.
وقدمت خبر قينان على أنوش.
وولد لشيث بن آدم بعد أن مضى من عمرخ ستمائة سنة وخمس سنين أنوش بن شيث - فيما يزعم أهل التوراة.
وأما ابن اسحاق فإنه يوجد عنه أنه قال: نحك شيثُ بن آدم أخته فرورة بنت آدم، فولدت له أنوش بن شيث، ونعمة بنت شيث. وشيث يومئذ ابن مائة سنة وخمس سنين فعاش بعدما وُلدَ له أنوش ثمانمائة سنة وسبع سنين.
وعن هشام، عب أبي صالح، عن ابن عباس قال: ولد شيث أنوش ونغراً كثيرا، وإليه أوصى شيث، وقيل إن شيث لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش، ومات فدفن مع أبويه في غار أبي قُبَيْس، وقام أنوش بن شيث بعد مُضيِّ أبيه لسبيله بسياسة المُلْكِ وَتَدْبير مَنْ تَحت يده من رعيته مقام أبيه شيث فيهم، ولم يزل - فيما ذكر - على منهاج أبيه لا يُوقفُ منه على تغيير ولا تَبْدِيل، ثم وُلِد له قَيْنَان.
" مهلائِل بن قَيْنَان "
نكح قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو ابن سبعين سنة دينه بنت براكيل بن مخويل بن أخنوخ بن قابيل بن آدم، فولدا له ملائيل بن قينان، فعاش قينان بعد ماوْلِد له ملائِل ثمانمائة سنة وأربعين سنة وكان جميع ما عاش قينان تسعمائة سنة وعشرين سنة.
وأما في التوراة فيما ذكره أهل الكتاب: أنه فيها: أن مولد مهلائيل بعد أن مضى من عمر قينان سبعون سنة. وعن ابن عباس: أنه قال وَلَدَ قينان مهلائيل ونفرا معه وإليه الوَصية ثم ولد لمهلائل يارد.
ثم نكح مهلائل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم خالته سمعن بنت براكيل بن مخويل بن اخنوخ بن قابيل ابن آدم، فولدت له يارد بن مهلائل، فعاش مهلائيل بعد ما ولد له يارد ثمانمائة سنة وثلاثين سنة، وولد له بنون وبنات، فكان جميع ما عاش مهلائيل ثمانمائة وخمسا وتسعين سنة، ثم مات.
وأما في التوراة فإنه ذكر أنه كان على منهاج أبيه قينان، غير أن الأحداث بدت في زمانه.
وعن ابن عباس أنه قال: ولد مهلائيل يَرَد. وهو اليارد. ونفراً معه واليه الوصية، وكان وصى أبيه وخليفته، وفيما كان والد مهلائيل أوصى إلى مهلائيل واستخلفه عليه بعد وفاته، وكانت ولادةُ أمَّه إياه بعد ما مَضَى من عمر أبيه مهلائيل فيما ذكروا خمس وستون سنة، فقام من بعد مهلك أبيه من وصية أجداده وآبائه بما كانوا يقومون به أيام حياتهم، وولد اليارد أخنوخ، وهو إدريس عليه السلام.