عليه وسلم ليعلم علمه، فلما لقي النبي صلى الله عليه وسلم أسلم، وأتى الأشج فأخبره بأخباره فأسلم الأشج وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أشج! إن فيك لخلتين يحبهما الله: الحلم والحياء وصحار بن العياش العبديّ [1] ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أخطب الناس، وكان أحمر أزرق، وقال له معاوية: يا أزرق! قال: البازي [2] أزرق، قال: يا أحمر! قال: الذهب أحمر، وكان عثمانيا وهو جد جعفر بن يزيد، وكان فاضلا حرا عابدا، قد روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة والجارود العبديّ، الّذي ذكرناه في ترجمة «العبديّ» ، وهو بشر بن عمر بن حسين المعلى، من عبد القيس، وأسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبد الله بن الجارود، وكان يلقب «بظئر العناق» لقصره، وكان رأس عبد القيس، واجتمعت عليه القبائل من أهل البصرة والكوفة فولوه أمرهم وقاتلوا الحجاج، فظفر بهم، وأخذه الحجاج فقتله وابنه المنذر بن الجارود ولى إصطخر لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه وابنه الحكم ابن المنذر سيد عبد القيس، وفيه:
يقول الكذاب الحرمازي:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود
أنت الجواد بن الجواد المحمود ... نبتّ في الجود وفي بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود