وصنف كتبه بها، وهو إمام أصحاب الظاهر، وكان ورعا ناسكا زاهدا، وفي كتبه حديث كثير إلا أن الرواية عنه عزيزة جدا، روى عنه ابنه محمد بن داود وزكريا بن يحيى الساجي ويوسف بن يعقوب بن مهران الداوديّ والعباس [بن أحمد المذكر-[1]] ، وذكره أبو العباس ثعلب فقال: كان عقله أكثر من علمه. وقال أبو عبد الله المحاملي: رأيت داود بن على يصلى فما رأيت مصليا يشبهه في حسن تواضعه. وقد حكى لأحمد بن حنبل عنه قول في القرآن بدّعه فيه وامتنع من الاجتماع معه بسببه، واستأذن له ابنه صالح بن أحمد أن يدخل عليه فامتنع وقال:
كتب إلى محمد بن يحيى الذهلي من نيسابور أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني، قال: يا أبت! ينتفى من هذا وينكره! فقال أحمد بن حنبل:
محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إلى. قال أبو بكر أحمد ابن كامل بن خلف: وفي شهر رمضان منها- يعنى سنة سبعين ومائتين- مات داود بن على بن خلف الأصبهاني، وهو أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفى القياس في الأحكام قولا، واضطر إليه فعلا، فسماه دليلا. وحكى ابنه محمد بن داود: قال: رأيت أبى في المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وسامحني، قلت: غفر لك، فمم سامحك؟ قال: يا بنى! الأمر عظيم، والويل كل الويل لمن لم يسامح. ولد سنة إحدى ومائتين [2] ، ومات ببغداد سنة سبعين ومائتين،